ختمت اللجنة المكلفة بانتخاب نشيد وطني جديد جلساتها اليوم بعد 3 سنوات من الأخذ والرد. وقد تقدم للمسابقة جميع الفرقاء اللبنانيين وجرت مشادات عنيفة ومشاحنات أخّرت صدور النتائج كل هذه المدة والنتيجة النهائية كانت كالآتي:
يحتفظ النشيد بمقدمته الموسيقية الأصلية مع أول جملة من النشيد "كلنا للوطن، للعلى للعلم" وهذا الجزء من النشيد هو من نصيب رئاسة الجمهورية.
تم إسناد تلحين المقطع الثاني "ملءُ عين الزمن، سيفنا والقلم" إلى موسيقيي جماعة 14 آذار، ومع إعتراض جماعة 8 على الموضوع تقرر إعادة المقطع مرة ثانية بلحن يعود لجماعة 8 آذار.
أما مقطع "سهلنا والجبل، منبت للرجال" فكان من نصيب وليد بيك، وسيلحنه حسب مزاج البيك السياسي أحدُ موسيقيي 8 آذار أو 14 بعد مسابقة خاصة سيجريها لاحقاً.
أما تيار المستقبل فكان من نصيبه مقطع " قولنا والعمل، في سبيل الكمال" وكان هناك مشكلة إصرار المستقبل على تغيير "قولنا والعمل" ب " قولنا والسما زرقا" إلا أن اقتناعهم بأن الوزن الشعري غير زابط جنّب النشيد مصاعب جمة.
وقررت اللجنة أنّ جملة "كلنا للوطن، للعلى للعلم" هي من اختصاص رئاسة الجمهورية ولو تكررت مئة مرة.
أما مقطع "شيخنا والفتى، عند صوت الوطن" فكان من نصيب حزب الله والمقاومة. وكانت تسربت إشاعات أن الجنرال عون كان عينه عليه، وكان يريد وضع صورته في النشيد مكان كلمة "شيخنا" وصورة صهره جبران باسيل مكان كلمة " الفتى" بحجة أننا في عصر الصورة أصبحنا.
ورغم احتدام الصراع بين سليمان فرنجية والقوات اللبنانية على مقطع "أُسدُ غابٍ متى، ساورتنا الفتن" إلا أن أهل زحلة أزّموا المسألة وقالوا هذه لنا ولن يلحّنها إلا زحلاوي. فتدخل الرئيس بري لصالح أهل زحلة وقال "زحلة دار السلام وفيها مربى الأسودي، هكذا في التاريخ وهكذا في الجغرافيا الفولكلورية".
ومع الإقتراب من المقطع "شرقنا قلبه، أبداً لبنان" قال الجنرال عون بما أن اللجنة رفضت طلب الحريري تبع "السما الزرقا" بحجة كسر الوزن الشعري والقافية، فأنا عندي كلمة مناسبة بالوزن والقافية بدي حطها وبتصير الجملة "شرقنا قلبه، أبداً جبران". فقامت عندها الدنيا ولم تقعد وحاول الجنرال إقناع اللجنة بأنه يقصد بجبران الأديب الكبير جبران خليل جبران وليس صهره جبران. وبحنكته السياسية وليحصل على ما يريد هدّد اللجنة وطلب منها أن تختار بين أمرين، إما كلمة "جبران" أو الحصول على الثلث المعطل داخل النشيد. فرضخت اللجنة في النهاية بأهون الشرّين بعد أن توقفت عن العمل مدة سنتين بسبب اعتكاف الجنرال وتصميمه. وقررت رغم إعتراض جماعة 14 آذار على إعطاء الجنرال ثلث النشيد المعطل حتى مقطع "ماليء القطبين".
وتم حسم مقطع "إسمه عزه منذ كان الجدود" لصالح فرنجية وسنية المعارضة، أما مقطع "مجده أرزه رمزه للخلود" فكان من نصيب موسيقيي الكتائب والقوات مع شرط ترديده مرتين.
وبعد إنتهاء اللجنة من قرارها النهائي تقرر رفعه لإقراره والتصديق عليه إلى لجنة دولية مشرفة على إنتخابات النشيد الوطني اللبناني مؤلفة من موسيقيي وملحني الدول التالية: "سوريا السعودية إيران تركيا وأميركا" وفور إنتهاء اللجنة من مؤتمرها الصحفي قامت بتذكير الأفرقاء اللبنانيين بتجهيز ألوانهم لمسابقة إختيار علم لبناني جديد وحددت العدد الأقصى للألوان المسموح بوضعها داخل العلم بثمانية عشرة لوناً فقط لا غير.
عشتم وعاش لبنان
خليل حنون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق