السبت، 25 أكتوبر 2008

Naughty
عيد ميلاد إبني.
إصطحبته إلى أحد محلات الألعاب وهو يقفز من الفرح كونه سيحصل على دراجة كهدية.
إختار ابني دراجته وتوجهنا صوب الصندوق لندفع ثمنها.
إلتفتّ خلفي ولم أجده.
كان مسمّراً أمام رفّ للألعاب.
ناديته فأشار بأنه يريد أيضاً شراء حزام "الدرّاج المقنّع".
الحزام لم يعجبني وبدا بلا معنى تربوي أو هدف تسلوي وسعره عالي ولا يستحق مظهره بتاتاً.
إبني مصرّ إصراراً عليه.
وأنا كي أجعله يعدل عن شرائه لجأت إلى خطتي الخاصة لمواجهة هكذا أزمات،
فخيرته بين الدراجة الجديدة الرياضية المنظر والتي يسيل لها لعاب أي ولد في عمره، وبين الحزام السخيف. وأنا كلّي ثقة بأن ولدي لن يتردد ثوان وسيختار الدراجة.
لكنه فاجأني واختار الحزام مما صدمني وجعلني أتخبط في بحر نظرياتي عن الأطفال وسلوكهم فلم أفهم سبب هذا الخيار السيء والغير منطقي.
زوجتي أنقذتني من تخبطي الوجودي وشرحت لي:
"إنها رسوم متحركة جديدة على قناة سبايس تون و البارحة شدني من ثوبي لأشاهد الإعلان عن مجموعة الألعاب المتعلقة بهذا "الدرّاج المقنع" ومنها هذا الحزام حيث يعرضون ولداً يضعه على خصره ويتحول إلى "الدرّاج المقنع".
وصلنا إلى البيت. وركض إبني إلى غرفته ليلبس الحزام.
وضعه على خصره وراح ينتظر بفارغ الصبر أن يتحول إلى "الدرّاج المقنع".
إلا أنه لبس الخيبة ودنا من أمه والدموع تتجمع في عينيه، وقال لها بأن الحزام معطل أو ليس الأصلي.
واستطعنا بعد مجهود مضني إفهامه بأنه كما في الحياة يوجد ناس يكذبون، فكذلك في التلفزيون هناك إعلانات كاذبة لسرقة أموال الناس والضحك عليهم.
بدا إبني شبه مقتنع، ولم يداوي كلامنا بسرعة صدمته بالواقع.
فحاول على مدى يومين تجربة الحزام.
إما بتغيير البطاريات، أو بتغيير المرآة التي يقف أمامها، أو بانتظار الإعلان والإنتباه لتفاصيله ثم تطبيقها مباشرة.
وفي النهاية اقتنع وقرر بأن الدرّاج المقنع "واحد كذاب" وnaughty.

الأب الغير مقنّع
خليل حنون

ليست هناك تعليقات: